السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حسبي الله ونعم الوكيل
الحمد للّه ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عُدوان إلا على الظالمين، ولا إِلهَ إلا اللّه إِله الأوّلين والآخرين، وقيُّوم السماواتِ والأرضين، ومالكُ يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته، ولا عِزَّ إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته، ولا هدى إلا في الاستهداء بنوره، ولا حياة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في قربه، ولا صلاح للقلب ولا فلاح إلا في الإِخلاص له، وتوحيد حبِّه، ألذي إذا أُطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، وإذا دُعي أَجاب، وإذا عُومل أثاب. (*)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئا))(1)
يقول الله عز و جل :
(( اليوم أكملت لكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ))(2)
نعم , فدين الإسلام كامل لا يعتريه النقص و لا يشوبه الخطأ .
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه :
قال لنا المشركون : إني أري صاحبكم يعلمكم . حتى يعلمكم الخراءة. فقال : أجل . إنه نهانا أن يستنجي أحدنا بيمينه . أو يستقبل القبلة . ونهى عن الروث والعظام . وقال " لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار " .(3)
أي كمال هذا ! يعلم صلى الله عليه وسلم أصحابه كل شيء , كل شيء حتى الخراءة .
دين كامل شامل يدخل حتى في كل تفاصيل الحياة من نوم و قيام و ملبس ومأكل و مشرب ...
فتفاصيل حياتنا كلها يجب أن تكون لله ووفق ما نهجه لنا قدوتنا عليه أفضل الصلاة والتسليم .
(( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ))(4)
فقد ترك لنا عليه أفضل الصلاة والتسليم ما لن نضل بعده ؛ كتاب الله وسنته .
فحري بنا أن نتبع سنته في كل حياتنا وكل أمورنا , فالرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة الحسنة , قال تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )) (5)
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ))(6)
ويقول تعالى في أمر صريح باتباع الرسول في كل ما أمر بها واجتناب كل ما نهى عنه : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ))(7)
فكل هذه الألة تنص على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل الأمور واتباعه فيها واجتناب كل ما نهى عنها وحذر .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك خيراً إلا دل الأمة عليه وما ترك شراً إلا حذرها منه .
وها نحن هنا نحاول إحياء ما نُسي من سنته صلى الله عليه وسلم . وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
فقد أحببنا أن نسرد بعض ما ورد من سنته , سنن منسية ؛ بسيطة ميسرة ولكن فضلها وأجرها عظيم بإذن الله , فالله الله في النية الصادقة لاتباع الرسول -وهي من أهم علامات محبته صلى الله عليه وسلم- . و الله الله في ملازمتها واتباعها ؛ عضوا عليها بالنواجذ . وهي سنن بسيطة لا تحتاج لوقت أو جهد أو مال فالدين يسر و الأمر بسيط و الأجير عظيم بإذن الله تعالى .
عسى الله أن ينفع بما نقول , وأسأل الله تعالى أن يعيننا على اكمال ما بدأناه وأن يسدد خطانا في كتابة هذه السلسلة .
سـنن مـنـــسـية
الوضوء :
- الاقتصاد وعدم الاسراف في الوضوء : كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد تارة وبثلثية تارة وبأزيد منه تارة , وكان يحذر أمته من الاسراف في الماء .
- صفة المضمضة والاستنشاق والوصل بينهما : وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق، فيأخُذ نصف الغرفة لفمه، ونصفها لأنفه، ولا يُمَكن في الغرفة إلا هذا، وأما الغرفتان والثلاث، فيمكن فيهما الفصلُ والوصلُ، إلا أن هديه صلى الله عليه وسلم كان الوصلَ بينهما، كما في (الصحيحين) من حديث عبد اللّه بن زيد أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم (تمضمض واستنشق منْ كَفٍّ واحدة، فعل ذلك ثلاثاً) وفي لفظ: (تمضمض واستنثر بثَلاَث غَرفَات) فهذا أصحً ما رُوي في المضمضة والاستنشاق، ولم يجىء الَفصلُ بين المًضمضة والاستنشاق في حديث صحيح البتة .
- المبالغة في الاستنشاق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وبالغ في الإستنشاق إلا أن تكون صائما ))(
- ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتاد تنشيفَ أعضائه بعد الوضوء، ولا صح عنه في ذلك حديث البتة، بل الذي صح عنه خلافه .
- والذكر الوارد بعد الانتهاء من الوضوء هو : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين ، واجعلني من المتطهرين. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم قال :أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، فتحت له ثمانية أبواب الجنة ، يدخل من أيها شاء ))(9)
نكتفي بهذا القدر في موضوع الوضوء , فلا نحاول أن نطيل إطالة مملة ولا نجعلها اختصارة مخلة .
والله ولي التوفيق
يتبع بإذن الله
السبت أغسطس 27, 2011 12:00 pm من طرف ابومحمدالميانى
» أحاديث السلسلة الذهبية المؤلف ناصر بن سعيد بن سيف السيف
السبت أغسطس 06, 2011 1:02 am من طرف Admin
» الحدائق البهيَّة في شرح أحاديث السلسلة الذهبية المؤلف ناصر بن سعيد بن سيف السيف
السبت أغسطس 06, 2011 1:02 am من طرف Admin
» البدر التمام بما صح من أدلة الأحكام المؤلف ناصر بن سعيد بن سيف السيف
السبت أغسطس 06, 2011 1:01 am من طرف Admin
» تخريج الحديث النبوي المؤلف د. عبد الغني أحمد جبر التميمي
السبت أغسطس 06, 2011 1:01 am من طرف Admin
» الوصايا العشر في آخر سورة الأنعام المؤلف صغير بن علي الشمري
السبت أغسطس 06, 2011 1:00 am من طرف Admin
» القرآن معجزة أمنية المؤلف د. سليمان بن محمد الصغير
السبت أغسطس 06, 2011 12:59 am من طرف Admin
» مشروع الحياة من جديد المؤلف أسماء بنت راشد الرويشد
السبت أغسطس 06, 2011 12:59 am من طرف Admin
» حتى تكون تلاوتك مؤثرة المؤلف منصور بن محمد المقرن
السبت أغسطس 06, 2011 12:58 am من طرف Admin